استشهد برصاص أمن السلطة في قلقيلية
والدة الشهيد محمد السمان "قائد القسام" تستذكر أنفاسه على مائدة الإفطار
قلقيلية/خاص بـ"فلسطين":
استقبلت عائلة الشهيد محمد السمان قائد كتائب القسام في شمال الضفة الغربية، شهر رمضان المبارك هذا العام بحزن عميق ومرارة فراق ابنهم الذي قضى برصاص الأجهزة الأمنية في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية قبل قرابة الثلاثة أشهر.
وتشير والدة السمان الذي اعتقلها الاحتلال عدة أشهر لكي يضغط على ابنها إلى أنها تفتقد أنفاسه كثيراً رغم أنها اعتادت على غيابه الطويل خلال فترة ملاحقته.
وتقول لـ"فلسطين" :" إن شاء الله يكون مثواه الجنة ومع الحور العين، ويفطر في الجنة عند النبيين والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، لم يشاركنا موائد الإفطار طوال سنوات مطاردته، واستشهد رافضاً الخنوع والذل والاستسلام".
وتضيف " الذي يزيد من مرارتي وحزني أن ابني الشهيد كان يستعد للقاء العدو بعد أن أذاقه مرارة الفشل الذريع في عدم إلقاء القبض عليه، إلا أن أجهزة أمن السلطة استطاعت أن تحاصره وتصفيه بدم بارد مع أنه رفض إطلاق النار عليهم وهو محاصر في بداية الأمر لأنه لا يريد الاشتباك معهم".
وتستذكر والدة الشهيد يوم حصار ابنها الذي استشهد مع زميله الشهيد محمد ياسين وتقول:" عندما أجلس على مائدة الإفطار أتذكر ما جرى من تمثيل لجثته الطاهرة من قبل عناصر أمن السلطة، فجسده تشوه بفعل كثافة النيران التي أطلقت عليه وهو جثة هامدة، إنها طامة كبرى بأن يعتدى على جثة شهيد من قبل أبناء الجلدة".
وتضيف " فالأعداء يحترمون جثة خصمهم، أما هؤلاء فلم يكن هناك مراعاة عندهم لجثمان ابني من شدة الحقد والغل على كل مقاوم ومجاهد يرفض الاستسلام والخنوع".
في عليين
وتستطرد والدته قائلة : "أنا أعلم أن ابني الشهيد محمد قد ارتاح من عذاب ملاحقة اليهود وجيشهم وأجهزة السلطة وعناصرهم، فكانت حياته مع رفاقه مليئة بالترقب والملاحقة، حتى أن كل أسرى حماس لدى الاحتلال ولدى الأجهزة الأمنية ذاقوا أصنافاً من العذاب كي يرشدوهم على مكان ابني".
وتشير والدته إلى أنه حرم على نفسه الاعتقال مهما كانت الجهة التي تنفذ الاعتقال، "حتى لو كانوا من الفلسطينيين، لذلك رفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء، فهو صاحب عهد ووفاء، وكان يبكي حزناً وكمداً عندما تقوم أجهزة أمن السلطة باعتقال أبناء حماس، وتعذبهم في مقراتها بهدف الحصول على معلومات منهم لمعرفة مكان تواجده".
صوام قوام
وتشير إلى أن ابنها كان من الصوامين القوامين مع رفاقه، وكان يحرم مشاهدة التلفاز إلا لضرورة سماع الأخبار، " وكان يقوم الليل، حتى إنه في إحدى الركعات قرأ اثني عشر جزءاً كما أشار رفاقه وهو مطارد، وكان لا ينام إلا قليلا، خوفاً من المداهمة والاعتقال على حين غرة".
وعن صيامه تقول:" لم يترك هو وزميله محمد ياسين صيام الاثنين والخميس طوال فترة مطاردته، وأنا أتذكره في رمضان الحالي، فهو أول رمضان يمر ومحمد في الدار الآخرة".