بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين
فإن من أهم مقاصد بعثة النبي (ص)إلى الناس كافة هو تتميم مكارم الأخلاق والدعوة إليها قال (ص) :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " والخلق الطيب هو أفضل ما يتزين به المسلم ويتعبد الله به فهو زينة فعالة وحلية أقواله وذخره في عاقبته ومآله
وقال (ص) :"إن العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم "
ولئن كان هناك من الأخلاق ما يتطلب مجاهدة للنفس وصبراً على الضر فإن الكثير منها هين على النفوس وشفاء لها ..بيد أن غفلة الناس عن تلك الأخلاق واقعة ..
القناعة والرضا
وهذا الخلق النبيل من الأخلاق المؤسسةلصرح السعادة في القلوب والطمأنينة في الصدور وهي من الأخلاق التي قل من الناس من يوفق إليها لا سيما في هذه الأعصار رغم أنه باب من أبواب الفلاح ومفتاح من مفاتيح العزة
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) قال :"قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما
آتاه " (رواه مسلم )والقناعة خلق ينشأمن صفاء الإيمان في القلوب والرضى بقضاء الله وقدره والجزم بأن الحرص والشح والبخل لا يزيد في الرزق ولا ينقص منه فالله جل وعلا قد قسم الأرزاق في الأزل وقدرها وكتبها وما كتبه الله لا يمحى ...فالمقصود من الأشياء نفعها لا ذاتها فليس المال مقصوداًلذاته وإنما لما وراءه من النفع وإنما يقصد بالمال تحقيق الغنى والسعادة وليس المال هو ما يحقق ذلك وإنما القناعة والرضى
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال :قال رسول الله (ص) :"يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟قلت :نعم يا رسول الله قال :فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت :نعم يا رسول الله قال :"إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب "فالتخلق بهذا الخلق النبيل يجعل الأنسان يعيش مرتاح البال نقي القلب تجاه الناس من حوله لا يبغض على أحد وراضي عما قسمه الله له
أما المجتمع فإنه يكون مجتمعاً متماسكاً متراصاً متكاتفاًترفرف عليه رايات المحبة والأخاء ولا نمكن أعداءنا منا بسبب تفرقنا وعدم وحدتنا فنسأل الله أن يجعلنا من القانعين والراضين بما قسمه وكتبه الله لنا