م.طارق المدير العام
الجنس : عدد الرسائل : 3894 العمر : 37 مكان السكن : ماليزيا نقاط : 8176
| موضوع: عملية أسر الجندي'كرفاني'يكشفها القائد جميل وادي الإثنين 15 مارس 2010 - 11:28 | |
| | الحلقة(1)...عملية أسر الجندي\'كرفاني\'يكشفها القائد جميل وادي القسام ـ خاص :
في الخامس عشر من شهر يوليو لعام إثنين وتسعين وتسعمائة وألف من الميلاد روى القائد العام (للكتائب القسامية) الشهيد/ الرقيب الحافظ لكتاب الله (ياسر النمروطي) بدمائه الطاهرة ثرى أرض الرباط الحبيبة، ليرقى شهيداً عند ربه.. لم يمت.. بل بقي حياً.. في النفوس المؤمنة، وبقيت ذكراه العطرة وأطياره وروحه وصية للجهاد والشهادة.. وبقي أبو معاذ معانِ تتألق في نفوس كل من عرفه أو سمع به.. ناهيك عمن عايشه وكان معه في خندق واحد من أبناء القسام.
أولئك الرجال الذين يدركون معنى الأخوة في الله. فما كان لدماء قائدهم أن تذهب أدراج الرياح وما كان لاستشهاده أن يمر دون أن يراق دم يهود.. نعم هيهات هيهات لم أحبوا قائدهم أن يصمتوا ويبكوا بكاء العجزة لقد صاحوا بأعلى صوت الجهاد الجهاد.. الثأر الثأر.. ليعلموا العالم أجمع واليهود خاصة أن دماء المسلمين غالية جداً وأن أبناء القسام لا يمكن أن تذهب دماؤهم دون عقاب، ثم ليخبروا القاصي والداني أن عزة هذه الأمة وكرامتها لا بد أن تعود غالية مصونة.. وهم بذلك الفعل إنما يجسدون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أقسم أن يثأر لحمزة من سبعين رجلاً من صناديد قريش ولم يقلها لصحابي آخر.
نعم يا أبا معاذ.. ما كان ليمر يوم استشهادك دون أن يدفع بنو يهود الثمن!
هذه المقولة لم تكن شعاراً أجوفاً قيل لحظة غضب أو ثورة.. بل كانت قسماً أخذ به أبناء القسام بعد عهداً على أنفسهم بالثأر، كيف لا وأبو معاذ قدم روحه فداءً لإنقاذ اثنين من اخوانه القساميين فضرب مثلاً يحتذى للتضحية والفداء ورسم في النفوس أسمى معاني الأخوة الصادقة.. فكان هو وإخوانه قدوة حسنة للرجال الذين نشأوا في رحاب الإخوان.. وتربوا على وعي بمعنى الأخوة.. وجسدوا بيعتهم لله ووفائهم بها.. تماماً كما تربوا على فن القتال و الجهاد.. هؤلاء هم شباب الإخوان وأحفاد القسام وأبناء الياسين وجنود شحادة وإخوان السنوار.. هؤلاء الذين أقسموا بالله على الثأر فبادروا بعمليتين انتقاماً من بني يهود لاستشهاد أبي معاذ
:
أولاهما: هجوم مسلح على جيب عسكري في جباليا يوم 17/7/1992م ثم الهجوم على دورية عسكرية بالرصاص والزجاجات الحارقة والنيران وقد اعترف العدو بمقتل جندي وإصابة آخر.
ثانيهما: هجوم مسلح على موقع عسكري للجيش غرب معسكر القطاطوة غرب مخيم خانيونس.. ولقد اعترف الناطق العسكري للعدو بإصابة ثلاثة من جنوده، وتم هذه الجهوم الساعة التاسعة والنصف مساءً بالتوقيت الصيفي واستمر نحو عشرين دقيقة سمعت به جميع أرجاء خانيونس من أول خزاعة شرقاً حتى حدود رفح الشمالية ووصولاً لأطراف دير البلح الجنوبية وكان هذا الهجوم الثاني في أواخر 7/92م، وبالرغم من ذلك لم يكتف الأبطال بهاتين العمليتين كرد على استشهاد الرقيب (أبو معاذ).
من هنا كان التفكير الدائم بعملية ذات وقع شديد في نفسية العدو وأزلامه عملية تكون رداً قاسياً وعنيفاً، تسقط في قلوب العسكريين من قبل المدنيين الرعب والرهب من جند الإسلام، ولتخبر الأعداء من هم (كتائب القسام) ليظل الألم والخوف مدة أطول، فكان التفكير في الاختطاف... لتبقى صورة (الشراتحة) ماثلة أمام أعين الأعداء، تجسد لهم (محمد نصار جديد بعقل (شحادة) وجرأة (السنوار)، وكأنما امتزجت هذه النماذج وانصهرت جميعاً في شخصية كل فرد من أبناء القسام ممن تربوا على أيدي هؤلاء العمالقة وهذا بالفعل ما أكده أحد هؤلاء الأبطال الذين خططوا للعملية... ولكن قدر الله لم يشارك فيها.
فكرة العملية وفترة الإعداد لها
ذكرنا سابقاً أن فكرة أسر جنود كانت بمثابة القرار الأكيد للرد على استشهاد الرقيب (ياسر النمروطي)، لهذا بدأ الإعداد لهذه العملية، وكانت تقوم فكرة العملية على أساس أسر جندي على الأقل وإخفاءه ثم المساومة عليه ولقد أخذ الإعداد لهذا الأمر كثيراً من الوقت وبعد دراسة مستفيضة حيل دون تنفيذ العملية بهذا الأسلوب كما حدث في عملية أسر (نسيم طوليدانو) وذلك لعدة أسباب منها:
1كان لا بد لإتمام ذلك من وسائل تنكر وتخفي وهذه لم تكن متوفرة بما فيه الكفاية حيث كان البحث عن شخصيات تميل إلى البياض وملتحية وتجيد اللغة العبرية أو بعضها منها على الأقل، وكذلك الحاجة لشخص متمكن جداً من العبرية ليقول الحديث، وإضافة لذلك تحتاج لسيارة تصلح لأن تكون سيارة إسرائيلية مع أرقام صفراء.
2صعوبة الاسر والمساومة تتمثل في الآتي:
- عدم توفر مكان لإخفاء الجندي حتى تتم المساومة عليه.
- ضيق مساحة القطاع وسهولة محاصرته، ومن ثم سيتم التفتيش وإن لم يعثروا على الجندي نفسه فقد يعثروا على مطاردين لمنظمة (فتح) و(الجبهة الشعبية) وهذا كان لها أكبر الأثر في عدم الإقدام على الاسر والمساومة.. علماً بأن مطاردي (القسام) في تلك الفترة لم يكونوا سوى أربع مطاردين أما الباقين فكانوا في الضفة الغربية.
3- لم يكن هناك إمكانية لإخراج الجندي المخطوف من غزة إلى الضفة إضافة لسرية العملية الشديدة والتي لم يكن يعلم بها إلاّ الذين نفذوها.. إلى درجة أن مركزية الجهاز لم تكن تعلم بها، مما حال دون تقديم أي مساعدة للمجموعة المنفذة حتى من الجهاز نفسه.
خلق الإنسان عجولاً
المسلم رجل دعوة ووحدة أينما كان وحتى في أشد لحظات عمره يبقى هكذا، فبالرغم من الحزن الشديد على فقدان قائد الكتائب، فلقد تزامنت فكرة عملية أسر الجندي أيضاً مع استشهاد اثنين من (صقور فتح) في مدينة رفح في 19/9/1992م أي قبل التنفيذي بيومين.. ورغم أن دماء إخواننا الذين سقطوا في أعمال إطلاق نار عليهم من (صقور الفتح) خاصة في (خانيونس) و(رفح) وكذلك في (غزة) و(الضفة)، رغم ذلك اتفق الأخوة المشاركون في التخطيط للعملية في آخر لحظة قبل التنفيذ على الإعلان بان هذه العملية جاءت رداً على استشهاد أبناء (صقور فتح)الإثنين في مدينة (رفح).. ولكن الإنسان خلق عجولاً.. يريد الكسب بأي وسيلة وهذا ما فعلته عناصر (الصقور) فلقد أعلنت فتح أن صقورها قامت بتنفيذ العملية وجاء في الإعلان أن الوحدة السرية في (صقور فتح) هي المسئولة عن العملية إنتقاماً لشهداء (الصقور)، لذا تم إلغاء الاتفاق السابق وأعلنت الكتائب مسئوليتها ن هذه العملية دون أن تشير أنها بسبب الإنتقام للصقور، علماً بأن هذه العملية ليست الوحيدة التي يتبناها (الصقور) دون وجه حق وهذا ما سنوضحه في مكان لاحق إن شاء الله من هذا البحث مع إيضاح الدوافع من وراء هذه السياسة في تبني عمليات (القسام) وهذه العملية بالذات. |
| |
|
م.طارق المدير العام
الجنس : عدد الرسائل : 3894 العمر : 37 مكان السكن : ماليزيا نقاط : 8176
| موضوع: رد: عملية أسر الجندي\'كرفاني\'يكشفها القائد جميل وادي الإثنين 15 مارس 2010 - 11:30 | |
| | الحلقة (2) .. التخطيط لعملية أسر الجندي \'كرفاني\'
القسام – خاص:
بعد دراسة الخطة الموضوعة والعمل الميداني المستمر تم الاتفاق أن يكون يوم الجمعة الموافق 18/9/1992م موعداً لتنفيذ العملية.. مع ملاحظة أنه قد سبق هذا اليوم أي يوم الخميس إضراباً شاملاً دعت إليه (حركة المقاومة الإسلامية- حماس).
- حينما عرضت فكرة العملية أمام المجموعة المختارة للقيام بها أبدى الجميع رغبة جامحة في الاشتراك بهذه البطولة ولو كلفهم ذلك حياتهم.. وبعد دراسة وضع كل أخ على حده تم اختيار الأبطال الذين سينفذون هذه العملية وهم:
الأول: الأخ المجاهد/ (مصطفى رمضان).. طويل أبيض البشرة يميل للشقرة وهو سائق متمكن.. ملتحي.. إذا ما وضع قبعة المتدينين اليهود (الكيب) لا يمكن تمييزه هل هو يهودي أم مسلم، ولكن عيبه الوحيد أنه لا يستطيع التكلم بالعبرية.
الثاني: الأخ المجاهد/ (عاطف حمدان).. قصير ذو شارب يجيد اللغة العبرية وبطلاقة، يبدو عليه بعضاً من الشيب يفي رأسهن وإذا وضع قبعة المتدينين من بني يهود ولبس بنطال قصير (شورت) يبدو عليه وكأنه يهودي من أصل شرقي.
الثالث: وهذا هو البطل الذي دخل الساحة في آخر لحظة قبل التنفيذ وهو الأخ المجاهد/ (جمال موسى).. طويل القامة.. أشقر البشرة والشعر يمكنه التنكر في شكل يهودي بسهولة شديدة أو رجل غربي.. ولهذا البطل قصة لا بد من ذكرها وهي أن المجاهد كان معتقلاً حتى عصر يوم الخميس 17/9، وخرج بعد عصر ذلك اليوم وعرضت عليه العملية قبل أن يصل إلى بيته حتى يعطي رأيه ويدلي بنصيحته.
وكان الغرض من ذلك رفع معنويات ذلك المجاهد، وهنا تجسدت روح الجهاد الحقّة، وظهر المعدن الإخواني الرائع، فلقد ذكّرنا مجاهدنا (جمال موسى) برجال دعوا للجهاد فقالوا/ لبيك وسعديك.. ورددوا: اليوم نلقى الأحبة.. محمداً وصحبه.
نعم.. كان الغرض من إبلاغه رفع معنوياته وإذا به أشد الإخوة حماساً وإستعداداً ورغبة في تنفيذ تلك العملية، فأخذ يؤكد ان شكله وبنيته ومعرفته لبعض العبرية قد يساعدوا في نجاح الخطّة وبالفعل استطاع مجاهدنا البطل أن يقنع المخططين لأن يكون ثالث ثلاثة باعوا الدنيا واشتروا الآخرة..
وكان حقاً علينا أن نسطر هذا الموقف لندلل على عظمة التربية التي ترباها هؤلاء القساميون، الذين عشقوا الجهاد والاستشهاد فلقد آثر مجاهدنا العودة إلى الميدان قبل أن يرى أهله وبيته.. إنهم نتاج المدرسة التي أسسها إمام المجاهدين (محمد صلى الله عليه وسلم) ثم جاء مجدد هذا الزمان الشهيد البطل (حسن البنا) ليرسخها لهم في رسالة الجهاد ويذكرهم بما ورد في سيرة سيد المرسلين وما قاله عن (حنظلة).. وغسيل الملائكة له.. بعدما خرج للجهاد ليلة زفافه، وكذلك (عمير بن الحمام) الذي اعتبر أكل التمرات حياة طويلة تحول بينه وبين الجنّة، ومن بعد هؤلاء رجال ضربوا أروع الأمثلة في زماننا هذا، نذكر منهم (عبد الرحمن السندي) رئيس التنظيم السري للإخوان المسلمين في مصر..
ذلك الرجل الذي تمكّنت منه الرغبة الجامحة للجهاد في سبيل الله فبلغت منه مبلغاً وجعلته يضحي بتعليمه العالي ويكتفي فقط بوظيفة بسيطة بشهادة البكالوريا في وزارة الزراعة على الرغم من تيسر حالته المادّية كي لا يشغله تحصيل العلم عن إشباع هذه الرغبة المتمكّنة منه، ولم يشن من عزيمته أو حتى يخفف من حتها إصابته بمرض القلب منذ ريحان شبابه، وهو المرض الذي يسلب العزيمة من كل مريض يشعر به، لذا اشتهر بأنه أقرب الأمراض إلى الموت، ولكن الإيمان الصادق الذي وقر في قلب (السندي) فجعل من مرضه هذا زاداً يقوي به حجته عند الإمام الشهيد ليتفرغ لأعمال الجهاد وكانت حجته بأن إخوانه الأصحاء أجدر أن يحملوا الدعوة بصحتهم أكثر من ذلك أن موت أحدهم في العمليات العسكرية خسارة، بينما لو كتب له الشهادة في العمل الجهادي فما هو إلاّ رجل مريض بالقلب وإن لم يمت في المعركة مات على فراشه.. بهذه الروح الزاهدة في الدنيا وزخرفها استيقن هؤلاء النفر غربتهم في الحياة الدنيا بل وأصبح يقيناً جازماً في عقيدتهم أنهم ليسوا من أهلها فهفت نفوسهم إلى الجنّة، يشتمّون ريحها في كل لحظة..
ونذكر الرمز الجهادي (يحيى السنوار) وأخيه (محمد الشراتحة).. الذين حاولا الهرب من المعتقل مع أربعة من إخوانهم لمواصلة طريق الجهاد، فقد رأوا أن جدار السجن لا يحجبهم عن الدنيا وزخارفها ومفاتنها بل إنه يحجبهم عن الجنّة الحياة الآخرة.. فشرعوا في نشر الجدار إلى أن تم نشره بالكاملي ولكن قدر الله شاء أن تكتشف إدارة السجن هذا الأمر ليلة تنفيذ عملية الهروب وكان شعارهم أن لن يمكث في السجن أحد من إخواننا أكثر من ثلاثة أشهر إذا قدر لنا الهرب منه.
وكان لهذه الكلمات تأثيرها الفاعل، فلقد سجلت كلماتهم بأحرف من نور في قلوب الكثير من أبناء (الحماس) و(القسام) فكان من نتاجها الرقيب الشهيد/ (ياسر النمروطي) ومن بعده المجاهد الأسطورة (زكريا الشوربجي) الذي أمضى أحد عشر عاماً رهن الاعتقال وكانت نفسه تتلهف إلى كسر جدار الزنازين لينطلق إلى رحاب الجنة الواسعة، فما أن أفرج عنه بادر بالإنضمام إلى (كتائب القسام) وكان دائم التفكير في كيفية إخراج إخوانه من المعتقل.
ولكن الله اجتباه واصفاه بالشهادة بعد المطاردة لتتحقق أسمى أمانيه وليلحق بركب الشهداء مع النبيين والصديقين، ونحسبه كذلك.
ربما يعتقد البعض أننا ابتعدنا عن محور الحديث ولكن نقول.. إن هذه الروح التي قد تحدثنا عنها كانت صورة من صور الإعداد النفسي والجهادي الذي حمله هؤلاء الأبطال بين جنباتهم وترجمته جوارحهم والذي رسم معالم شخصية أبناء (القسام) حتى أصبحت مثالاً يحتذى به..
بهذه التربية وهذه البطولة تلقى أبطالنا الثلاثة نبأ تكليفهم بالعملية فلبوا النداء فوراً واجتمعوا في مكان ما مع الأخ الرابع الذي كان يفترض أن يشاركهم العملية.. وكان لزاماً أن تكون هناك تدريبات على عملية وهمية قبل التنفيذ الفعلي وبالفعل أحضر الأبطال سيارة (بيجو 305) بنية اللون وتحمل لوحة أرقام صفراء، تم تغطيتها بقطعة كرتون ليتسنى للمجموعة الوصول بالسيارة إلى الشوارع العامّة والتي يمكن أن تسير عليها سيارات صهيونية.
ومثل أبطال (القسام) دور بعض قطعان المغتصبين الصهاينة وقام الرابع بدور الجندي الفريسة وكان بحوزة المجموعة مسدس ورشاش من نوع (كارلو غوستاف) وهو نفس السلاح الذي ترك في عملية (جان طال) في 30/1/1993م، كما تزودوا ببعض الخناجر والسكاكين لقتل الجندي بها، أما بقية الأسلحة فقد أخذت تحسباً لمواجهة مع قوات الاحتلال.. حيث كان هدفهم إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة في سبيل الله.
ملاحظة/ تم الإستيلاء على السيارة البيجو يوم الأربعاء الموافق 16/9، وبقيت بحوزة المجموعة حتى الجمعة صباحاً بسبب الإضراب ثم تركت بعد العملية في إحدى المناطق في خانيونس دون لوحات أرقام.
وبعد مراجعة للخطّة ومدى توافقها مع الواقع خاصّة بعد العملية الوهمية رأى أبطالنا الثلاثة أن الوضع جاهز تماماً لإتمام العملية الحقيقة بدأت دقّات الساعة تدق على أوتار قلوب أبطالنا وكأن الثانية ساعة وكأن الساعة شهراً جميعهم متشوق بل ومتلهّف لموعد البدء وكأنهم على موعد مع عزيز.
تابعوا معنا في الحلقة القادمة ...."وصف سير العملية" |
| |
|
م.طارق المدير العام
الجنس : عدد الرسائل : 3894 العمر : 37 مكان السكن : ماليزيا نقاط : 8176
| موضوع: رد: عملية أسر الجندي\'كرفاني\'يكشفها القائد جميل وادي الإثنين 15 مارس 2010 - 11:35 | |
| |
الحلقة \'3\' .. وصف سير عملية أسر الجندي كرفاني
القسام ـ خاص :
أشارت دقات الساعة إلى السابعة والنصف من صباح الجمعة الموافقة 18/9/92م، وكان أبطال (القسام) كجواد السباق ينتظر سماع الإشارة لينطلق بكل قواه اتجاه الهدف، وبالفعل ركب الأبطال الثلاثة السيارة (بيجو 305) ذات اللوحات الصفراء.. تغشاهم سكينة المجاهدين، ويحدوهم الأمل بالنجاح ولا يتوقف قلبهم قبل لسانهم عن ذكر الله والدعاء المتواصل بالتوفيق "اللهم لا سهل إلاّ ما جعلته سهلاً وأنت إن شئت تجعل الحزن سهلاً فاجعل لنا كل صعب سهلاً".
وانطلقت السيارة باتجاه موارج بحثاً عن الصيد، ثم عرجوا على مستوطنة (ميراج) علهم يجدوا هدفهم.. ولكن لا سبيل، وهنا توجهوا نحو بحر خانيونس (شارع المستوطنات) مروراً بمستوطنة (أبو دولح)، ثم (جاويد)ومن بعدها (جان أور) و (نفيه دقاليم) ثم (جان طال)، وأخيراً (نيتسر حزاني)، حيث كان يقف على بابها جنديان ينتظران الركوب.. لكن الأخوة الأبطال لم يقفوا لهم لأسباب عدّة ذكروا منها:
1- أنهما جنديان ولربما كانا يريدان التوجه لنفس المكان وهنا لا بد أن يركبا معاً وهذا يجعل التحكم فيهما من الصعوبة بمكان وقد يؤدي إلى فشل العملية.
2- كان يبدو من ظاهر الجنديين أنهما لا يحملان سلاحهما وهذا أمر غير مشجع لأن من أهداف العملية جلب السلاح.
هنا أدرك أبناء القسام أن صيدهم ليس في هذا المكان فانطلقوا نحو مغتصبة (غوش قطيف) ثم باتجاه الشارع العام، وعند مفرق (العبادلة) المعروف الآن (غوش قطيف) كادت سيارتهم أن تصطدم بسيارة مرسيدس محلية وهنا أخرج المجاهد الأخ (عاطف) رأسه من الشباك وبدأ يكيل الشتائم بالعبرية على صاحب السيارة العربية وذلك ليموه على حشد المستوطنين من المتطرفين اليهود (لم يكن المتطرفون هدفاً لهذه العملية).. واتجهت السيارة بعد ذلك إلى (غزة) وبدأت دقات القلب ترتفع والأعصاب تشتد لعدم وجود الهدف وكانت عجلات السيارة تدور كأنها تدور في حلقة مفرغة، وكلما زادت سرعة المحرك زادت نبضات الأبطال وبدا على الجميع الوجوم والحزن والسيارة تسير تجاه غزة تتخطى الحواجز العسكرية دون معوقات لأنها تحمل اللوحات الصفراء إلى أن وصل بهم المطاف إلى حاجز الجيش مقابل معسكر النصيرات على أرض مخيم البريج وفجأة لاح في الأرض صيد.. نعم.. إنه جندي من بني يهود.. وهنا قفزت القلوب من مسكنها فرحاً بتحقيق أول العملية والمتمثل في وجود جندي يرغب في ركوب السيارة، واستقرت السيارة أمام (الون كرفاني) -21 عاماً- الذي كان يقف منتظراً مصيره، وقفت المجموعة بسيارتها بعدما أشار لها الجندي، ودار الحديث كالتالي:
الجندي: "هل أنتم ذاهبون إلى عسقلان (المجدل)؟".
الأخ (عاطف): "لا – ولكن إلى حاجز إيرز فقط".
وحبست الأنفاس ودقت ضربات القلب بشدّة، واستغاثت القلوب برب القلوب "اللهم لا سهل إلاّ ما جعلته سهلاً" – ومرت ثوان كأنها دهر ثم قال الجندي: "لا مشكلة"، وهنا دخل الصيد في الشرك – ركب الجندي وأشار لزميله الواقف على باب المعسكر بالتحية مودعاً، وانطلقت السيارة بصيدها الثمين متجهة إلى منطقة القبة – شارع غزة الشرقي الواصل بين منطقة (المغراقة "البوليس الحربي") ومنطقة القبة (المنطار) ذلك الشارع الذي يوصل إلى حاجز (نحل عوز) أو إلى (إيرز)، وهنا أشهر أبطالنا المسدس على الجندي وسألوه: "أتعرفنا؟.. نحن جند (القسام) أبناء (الياسين)نحن إخوة (السنوار) و(الشراتحة) وورثة (نصار) و(المبحوح) نحن جند (الحماس)".
وفجأة خرّ الجندي الأسطورة وبدأ يرتجف ويرتعد ويلطم على خديه مثلما تفعل النساء، وحتى لا يلفت الجندي بتصرفاته هذا انتباه الآخرين كان لزاماً أن يهدأ ويشعر بقليل من الأمان، فقال له الأبطال:"لا تخف نحن نريد سلاحك". فبادر قائلاً:"خذوه لا أريده" وبدأ يتوسل "دعوني أنا لي أم وأهل وحبيبة"، هنا فقط تذكر ذلك الخنزير آدميته وإن له أم وأهل وأحباب، وجاء الرد الإيماني على لسان جند الإسلام:"ونحن.. أليس لنا أم وأب وأولاد... لماذا تقتلون شيوخنا وأطفالنا العزل في حين أننا لا نقاتل إلاّ جنودكم" وهنا تملص الحقير من ذلك وقال:"أنا لست مقاتل، لست محارب، إنما أنا ميكانيكي في قسم الصيانة أجوكم دعوني".
بعد ذلك وصلت السيارة بركابها الأربعة إلى بيارة وطلب القساميون من (كرفاني) خلع ملابسه وحذاءه عدا ملابسه الداخلية –وذلك خلق المسلمين- واستجاب الجندي الذي لا يقهر بمنتهى المهانة والذلة أمام قوة وعزة مجاهدينا ثم بدأوا بطعنه بالسكاكين حتى ظنوا أنه قد قتل، وبرغم وجود المسدس والرشّاش إلاّ أنهم لم يستخدموه لسببين:
1- الخروج من منطقة الحادث دون إثارة أي ضوضاء.
2- أن للسكين أثر أشد رهبة على نفس اليهود الجبناء، وانتقاماً لما حدث في (صبرا وشاتيلاّ) حيث عاث بنو يهود قتلاً في أبناء شعبنا بالسكاكين.
وعاد المجاهدون الثلاثة بغنيمتهم يحملون بشرى انتصارهم لملايين المظلومين والمصابين من ابناء شعبنا، عادوا شاكرين لله على فضله، راجين أن يتقبل منهم عملهم، عادوا منكسرين لله، واثقين أن ستره وعونه وراء نجاحهم.
نعم.. عاد (القساميون) مسجلين ملحمة من ملاحم البطولة التي لا يقوى عليها إلاّ جند الإسلام، عادوا تغمر الفرحة كل جوارحهم بعدما شفى الله غيظهم وأغنمهم بندقية (إم 16) رقم (5142897) وهي القطعة التي استخدمتها الكتائب لاحقاً في عملية (جان طان) كما سيأتي تفصيل ذلك لاحقاً كما حمل أبطالنا معهم أوراق الجندي الثبوتية، وبزته العسكرية وورقتين نقد الأولى من فئة دولار أمريكي والثانية ليرة لبنانية واحدة، كما تم الاستيلاء على حقيبة متاعه والتي كانت تحوي شريط فيديو كراتيه وشريط كاسيت وساعة منبه حمراء إضافة إلى بعض الملابس.
لطائف:
1- كان بالإمكان ان يصبح الصيد اثنين من جنود يهود، ذلك أنه خلال عودة الأبطال بعد إنتهاء العملية قابلوا ضابط بحرية أو طيران إسرائيلي يحمل سلاح عوزي، وذلك عند حاجز البوليس الحربي، ولكن سائق السيارة من أبطال (القسام) لم ينتبه لهذه الغنيمة وما ذلك إلاّ لانشغاله بحاجز شرطة كان موجوداً يفتش في نفس المنطقة وكان جل همه أن يتخلص من هذا الحاجز خاصّة وأنه لا يحمل أي أوراق ثبوتية للسيارة ونسي أخونا أن السيارة التي يركبها تحمل لوحات صفراء ولا تخضع لإجراءات التفتيش الجارية آنذاك، وبالفعل أفلت الأخوة بسيارتهم من حاجز الشرطة وفي نفس الوقت أفلت منهم صيد ثمين ولكنه قدر الله.
2- بعد إنتهاء العملية شاهد بعض السكان المحليون جثة الجندي غارقة في الدم وتأكدوا بأنه يهودي فانطلقوا للشارع للإبلاغ عن ذلك وبالفعل مرت دورية جيش وتم إخبارها بذلك تحسباً من بطش الظالمين ولكن الجيش تباطأ في الإقدام على الذهاب لمكان الحادث ورفض دخول المنطقة خشية أن يكون الأمر كله مجرد شرك لهم وتم الإتصال بالقيادة التي أرسلت سيارة إدارة مدنية وهو الذي قام بإسعاف الجندي ومن بعده تتابعت سيارات الجيش ثم حضرت طائرة مروحية أقلت الجندي الجريح إلى المستشفى داخل الخط الأخضر. بهذا إنتهت العملية خلال ساعة واحدة عاد بعدها الأبطال إلى نقطة الإنطلاق حاملين معهم غنيمتهم ثم وضعوها في المكان المخصص لهم ثم قاموا بإزالة اللوحات الصفراء عن السيارة وتركوها في أحد شوارع خانيونس لتعود ثانية إلى صاحبها.
إنه قدر الله... (بين نارين)
ذكرنا أن بطلاً من أبطال (القسام) كان مفروضاً له أن يشارك في العملية ولكنه استبدل في آخر لحظة بالمجاهد البطل (جمال موسى).. ولكنه بقي معهم حتى انطلقوا تجاه هدفهم، وبعد عودته إلى بيته وجد أنه على موعد مع قدر الله، فلقد حضر الجيش إلى بيته بحثاً عنه وعندما لم يجدوه عاثوا في بيته فساداً وتخريباً، وأخبروا أهله أنهم يريدونه لأنه يقدم خدمات للمطاردين وهو ما كان قد علم به من قبل عندما سمع أن هناك اعتراف عليه بتقديم خدمات ومساعدات للمطاردين وأنه يوفر لهم المأوى.
وهنا كان التمحيص والإبتلاء، فالبعض يقول أن هذه تهمة تستر لا تتعدى فترة السجن عليها كذا شهر والبعض يقول أنها أقل أو أكثر.. وكان لزاماً أن يختار هذا المجاهد إما التضحية بالسجن أو عدم تسليم نفسه للعدو ووضع مجاهدنا نفسه أمام ميزان الحق وبدأ يقارن بين المنافع والمفاسد ولم يكن سهلاً إتخاذ القرار ولكن الإيمان الصادق بأنه لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا جعل هذا المجاهد البطل يختار طريقه دون تردد.. نعم إنها لحظة اليقين التي فصلت الأمر.. إن إلقاء القبض عليه له مفاسد كثيرة أهمها:
1- عدم اليقين بما ستسفر عنه تحقيقات أجهزة مخابرات العدو معه خاصّة وأنهم يستخدمون كل أساليب التعذيب اللا إنسانية.. فمن هنا يمكن أن يأتي بإخوة له في الجهاد مطاردين وغير مطاردين.
2- أن الأمر على أحسن الظروف ستكون عاقبته السجن لمدّة عام أو عامين على الأقل وهذا يعني أن الحاجز عن الجنة كبير، والنفس توّاقة للشهادة في سبيل الله.
وبينما مجاهدنا في هذا السيل العارم من التفكير، إذا بإخوانه أبطال عملية أسر الجندي يعودون ببشراهم إليه بنجاح العملية وكم كانت فرحته بنصر الله وهنا قرر البطل أن ينضم لإخوانه المطاردين لتبدأ حياة العز والفخار... حياة الجهد والتشرد.. وطريق الجنة المليء بالأشواك والصعاب.. ليطلق حياة الدنيا بزخارفها ومفاتنها وبدأ يردد "اللهم لا عيش إلاّ عيش الآخرة".
نعم اختار مجاهدنا البطل طريق مقارعة اليهود.. فبدأ مع إخوانه في التخطيط لضربة قادمة ولمعركة جديدة.. بعدما أضافوا إلى سجل التاريخ ملحمة من ملاحم البطولة القسامية تحت راية الإسلام المظفر.
|
| |
|
م.طارق المدير العام
الجنس : عدد الرسائل : 3894 العمر : 37 مكان السكن : ماليزيا نقاط : 8176
| موضوع: رد: عملية أسر الجندي\'كرفاني\'يكشفها القائد جميل وادي الإثنين 15 مارس 2010 - 11:36 | |
| الحلقة الأخيرة ...مفاجآت عملية أسر الجندي كرفاني
القسام ـ خاص:
المفاجأة الأولى: "الجندي لم يمت!" عندما عاد (مجاهدو القسام) أخبروا إخوانهم أنهم قد قتلوا الجندي، ولكن إذاعة العدو أذاعت أن جندياً أصيب بجروح بالغة بعد طعنه بسكين في عنقه وهنا كانت المفاجأة، إذ الجندي لم يمت! ... إنه قدر الله أن يعيش هذا الرجل ويمكن إرجاع عدم حدوث الوفاة لعدة أسباب بعد إرادة الله:
1- لم تكن الطعنات كافية للقتل برغم أنها كانت في الرقبة.
2- سرعة إبلاغ السكان العرب القريبين من مكان الحادث ومساعدتهم له.
3- سرعة حضور القوات الصهيونية ونقل المصاب إلى المستشفى بالطائرة.
وهنا لا بد من ذكر مكر اليهود حيث ذكر أن الجندي لا يزال يعاني من شلل تام وأنه لا يستطيع النطق، وهذا يعني في العرف الأمني إمكانية تضليل الطرف الآخر، أي أن هناك كذب في التصريح بما يعني أنه بإمكان الجندي المصاب أن يعطي مواصفات عن الفاعلين وعن الحيثيات التي تمت في العملية، ومن هنا كان لا بد أن يستعد الفرسان الثلاثة لحياة المطاردة ولينضموا إلى ركب المطاردين، خاصّة وأنهم أبلغوا الجندي بأنهم أبناء (القسام)، وحسب الإجراءات المتبعة في هذه الحالةن فيمكن أن يعطي وصفاً لأحد الثلاثة بما يمنح المتخصصين فرصة لرسم صورة له، مما يقود المخابرات إلى الفاعلين.المفاجأة الثانية "تبني صقور فتح للعملية!"
فور إعلان العدو عن العملية قامت (صقور الفتح) بتبني العملية، وكم كان وقع الخبر على أبناء (القسام) قاسياً، وهنا بدأت التساؤلات.. لماذا يقوم أبناء شعبنا بهذه التصرفات؟! لماذا يحاول البعض سرقة جهد الآخرين؟! أم أنه صفة هذا الزمان؟!!.. القيادة تسرق مقدرات الشعب تحت زيف الشعارات والمناصب تحتل إحتلالاً بدعوى النضال، ويمكن للمرء أن يقبل هذا من أدعياء النضال أما ممن يعانون نفس المعاناة، ويواجهون نفس المصير ويقاتلون نفس العدو، وهم الذين ارتضوا عيشة المطاردة، ويعلمون أنهم سيلاقون ربهم في أي لحظة، فلا يعقل أن يقدموا على أمر يغضب الله، ولكن الله أعلم بما في النفوس، ونحن في "حركة المقاومة الإسلامية" حاولنا تحليل دوافع هذا الموقف فوجدنا أن له عدة أسباب جعلت (صقور فتح) تعلن مسئوليتها عن العملية ويمكن إيجازها في الآتي:
1-سقوط شهداء لـ (الصقور) قبل الحادث بيوم وهذا يقوي حجتهم عند الناس عندما يعلنون عن تبني العملية.
2- انتظار الجماهير لعملية انتقامية ينفذها (الصقور) إنتقاماً لشهدائهم كما فعلت (كتائب القسام) عند استشهاد الرقيب (ياسر النمروطي "أبو معاذ").
3- ظهور مجموعة متسلقة إدعت النضال وتحب الظهور والتسلق على ظهور الغير والمتاجرة بدماء الشرفاء من أبناء هذا الشعب.
4- تبني (فتح) للمنهج السلمي في الإنتخابات في أواخر شهر مايو (أيار) 1992 بالرغم من إقدام اليهود على قتل أفرادهم، مما أدى إلى شعورهم بالتصاغر في أعين الجماهير فقذف بهم الإحساس –بأنهم في مأزق- إلى تبني العملية القسامية، لرفع الضغط الجماهيري عن كاهلهم... والله أعلم.إعلان (كتائب القسام) مسئوليتها عن العملية، وسبب التأخر في الإعلان؟
بعدما عادت (مجموعة القسام) من العملية كان بالإمكان الإعلان عنها فوراً ولو في (خانيونس) على الأقل لدحض بيان (فتح) وتبيان زيفه ولكن المسلم كيس فطن، فلقد آثر أبناء القسم الانتظار خشية أن يكون تبني العملية في (خانيونس) مدعاة لتوعية جهاز المخابرات الصهيوني بمكان المنفذين للعملية مما قد يؤدي إلى حملة اعتقالات جماعية وفردية والتي هم في غنى عنها.
وتم الإعلان صبيحة يوم السبت الموافق 19/9/92 حيث تم الإتصال ببعض وكالات الأنباء للإعلان عن مسئولية (القسام) بتنفيذ العملية، ثم وزع بيان صادر عن (كتائب القسام) في جميع أنحاء القطاع مما شتت أفكار مخابرات العدو الذين اعتقدوا أن منفذي العملية في مخيم (النصيرات) وبالتالي حاصروا مخيم (النصيرات) بعد العملية وبدءوا حملة تفتيش واعتقالات عشوائية بصورة كبيرة.لماذا لم يتم إخفاء الجندي أو شثته والمساومة عليه؟
ربما دار هذا السؤال أو ما زال يدور في خلد الكثيرين من الخاصين من أبناء هذا الشعب عامة ومن أبناء (الحماس) خاصّة، ويمكن أن نلخص الأسباب التي أدت لعدم فعل ذلك في الآتي:
1-لم يكن هدف المجموعة المنفذة عندما خرجت للعملية هو أسر الجندي وإخفاؤه، ولكن كان الهدف هو الإنتقام من بني يهود لاستشهاد الرقيم (أبو معاذ)، كما أن الإخفاء والمساومة عليه تحتاج إلى استعدادات أكبر ودراسة أكثر عمقاً وشمولية لمعرفة كل الأبعاد المحتملة ولم يكن هذا في الحسبان آنذاك.
2- إخفاء الجندي داخل (القطاع) يعتبر خطأً أمنياً فادحاً ذلك أن (القطاع) صغير جداً ومحصور ومن السهل العثور على المكان الموجود به الجندي طال الوقت أو قصر، ونحن كحركة إسلامية لسنا ممن يغرينا حجراً على رقعة الشطرنج قد يكون سبباً في خسران الجولة بكاملها مع علمنا ويقيننا أن الأثر الناتج عن إخفاء الجندي والمساومة عليه سيكون أثراً كبيراً وقاتلاً على الإحتلال وأزلامه.مميزات عملية (أسر الجندي "ألون كرفاني")
عند الحديث عن آثار هذه العملية ومميزاتها بالنسبة للصراع الدائر ضد أعداء الله لا بد لنا من ضكر الآثار من جهات عدّة وهذا ما سنوضحه في الأسطر التالي:
ا-الأثر النفسي:
1- تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها ضمن دائرة الموةاجهة مع جنود العدو، فلقد تميزت هذه العملية النوعية بأنها أول هذا النوع من القتال والي يقوم على أسر جندي بسلاحه وكامل عتاده، فمثل هذا لم يكن يفكر أحد فيه من قبل، أي أن (أبناء القسام) قادرون على عمل أي عمل يشاءون ضد اليهود، ولهذا أثر سيء في نفس الجنود الصهاينة وهم الذين يفتخرون بمستواهم في الحرب أمام الجيوش العربية.
2- إذا كان هذا فعل (أبناء القسام) بالسكين –الإستيلاء على السلاح والزي العسكري- فما هو فعلهم بالسلاح الحديث وتساويهم مع عددهم فيما يملك من عتاد ؟!!.
3- معلوم أن الجندي هو الحارس الأول للمغتصبات، فإذا اختطف الحارس صاحب السلاح المطور، فما هو مصير المغتصب الصهيوني الذي يكون مشغولاً في عمله حتى ولو كان يحمل السلاح.
4- تعمد وسائل إعلام العدو دائماً أن تصور استشهاد أحد أبناء (القسام) بأنه نهاية الطريق للعمل الجهادي في هذا البلد المرابط، لذا كان لا بد من إرسال رسالة قاسية للعدو وأجهزته المختلفة يعلن فيها (أبناء الإسلام) من جند (القسام) أن طريق الجهاد ما زال متواصلاً وأن استشهاد أحد أبنائنا لن يزيدنا إلاّ تصميماً على مواصلة الطريق للظفر بإحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، مع التأكيد أن دماء شهداءنا لا تذهب هباءً.. كما أنها إعلان واضح للعدو قبل الصديق أن استشهاد بعضنا لن يزيدنا إلاّ ثباتاً وعطاءً وأن التحدي ما زال قائماً.. والمواطهة لا تزداد بدماء الشهداء إلاّ جذوة واشتعالاً.
ب- الأثر الأمني:
1-لم يفكر أحد أن يد (القسام) ستطال جند يهود من عمق الوجود العسكري الكثيف، فجاءت هذه العملية لتؤكد لأجهزة العدو الأمنية أنه لا أمن لجنوده حتى في معسكراتهم وأن جند (القسام) يقفون لهم بالمرصاد حتى في أشد أماكنهم حيطة وحذراً.
2- ظن العدو أنه لن يقدر على إغلاق المنافذ التي يحصل منها مجاهدونا على السلاح، فكانت العملية رسالة واضحة أننا سنحصل على سلاحنا من أيدي جنودهم، وغداً إن شاء الله سنأخذ المزيد والمزيد.
3- التأكيد على أصالة الفكر الجهادي عند (كتائب القسام) واعتماد حرب العصابات كأحد أركان المواجهة التي تقودها (الكتائب) ضد الإحتلال وهذا ما سيتضح من خلال حديثنا عن العمليات القادمة إن شاء الله.الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات كرد فعل على عملية (أسر "كرفاني")
سقط الهلع في قلوب الأعداء، وكان من الضروري تغيير نمط الحياة اليومي للعدو ما دام (القساميون) يفرضون أنفسهم بعملياتهم النوعية ضد الجنود، فلقد أعلنت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال بعد العملية بأيام عن تبلور أنظمة جديدة تتعلق بسفر الجنود بالمجّان، وأول هذه الأنظمة هو خطر سفر الجنود بالمجّان فرادى خوفاً من سقوطهم في أيدي (القسام)، ويمكنهم السفر بالمجان أزواجاً فقط، وضمن تعليقه على الموضوع والذي أعلن بعد أسر الجندي (كرفاني)، قال المعلق العسكري لجيش العدو:"إن هذه الأنظمة ستفرض في البداية في المناطق وبعد ذلك داخل الخط الأخضر"، وقال:"إننا بهذه العملية يمكننا أن نقلص إحتمال تعرض الجنود للأسر".(إنتهى)....... ونحن أبناء الحماس نقول: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (وإن جندنا لهم الغالبون) | |
|
الفردوس فلسطيني متالق
الجنس : عدد الرسائل : 3969 العمر : 54 مكان السكن : غزة نقاط : 10760
| موضوع: رد: عملية أسر الجندي\'كرفاني\'يكشفها القائد جميل وادي الثلاثاء 16 مارس 2010 - 4:35 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعطيك العافيه بش مهندس طارق انا قرأت الحلقه الاولى والتانيه بس الخط طلع عيني لى رجعة لقراءة باقى الحلقات ملاحظه :المفروض كان كل يوم تنزل حلقه
| |
|