حمام السمرة... يحاكي تاريخ غزة
يقع حمام السمرة بحي الزيتون ، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في فلسطين وهو الحمام الوحيد الباقي لغاية الآن في مدينة غزة حيث روعي في تخطيطه الانتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة إلى الغرفة الباردة والتي سقفت بقبة ذات فتحات مستديرة معشقة بالزجاج الملون يسمح لأشعة الشمس من النفاذ لإضاءة القاعة بضوء طبيعي أضفى على المكان رونقاً وجمالاً هذا بالإضافة إلى الأرضية الجميلة التي رصفت بمداور رخامية ومربعات ومثلثات ذات ألوان متنوعة ، وقد رمم الحمام مؤخراً وأصبح أكثر جمالاً وروعة.
ويتكون الحمام المنخفض نسبيا مقارنة مع ما يحيط به من مبان حديثة، من عدة أقسام وفراغات، تبدأ بمدخل الحمام الذي يأخذ شكل السلم المنحني إلى أسفل، وتشرف نهاية المدخل على قاعة القبة الرئيسية التي تتوسطها نافورة مياه.
وتضم القاعة الرئيسية إيوانين، الأول تغلب المطرزات التراثية الفلسطينية على أوسدته وأسرته ويستخدم كاستراحة خارجية للمستحمين بعد الفراغ من الاستحمام، أما الإيوان الثاني فحول إلى كافتريا للنزلاء تصطف على جنباته أباريق الفخار القديمة.
وتتصل قاعة القبة الرئيسية من الجهة الشمالية بممر يقود إلى حمام البخار الساخن والاستراحة الداخلية وغرفة التدليك، بينما يصحبك سلم صغير إلى السقف الأعلى لمبنى الحمام، تشاهد فيه القباب الصغيرة وكميات الأخشاب التي تستخدم كوقود للفرن الذي يسخن الماء وأرضية.
حمام السمرة له شعار من القوة والصحة والجمال وهو(من يملك الصحة يملك الامل في الحياة ومن يملك الامل يملك كل شيء )..
تعود ملكية حمام السمرة لعائلة الوزير وهي القائمة بأعماله والمحافظة عليه وقد تم شراء الحمام قبل حوالي 60 عاما وكان قبل ذلك بالايجار لمدة 60 عاما ايضا لعائلة الوزير ،وكان الحمام مستاجر من آل رضوان وهم من اغنى العائلات في فلسطين والشام.
سمي حمام السمرة بهذا الاسم لعدة روايات منها،لانه كان يعود في الماضي الى اسم عائلة ابو سمرة ،وقيل ايضا انه سمي بهذا الاسم لانه يقوم بعملية تبييض بشرة الوجه والجسم.
و ان العمر الزمني لحمام السمرة ونشاته غير معروف تحديداُ حيث لا توجد وثائق تاريخية تؤكد التاريخ الاصلي للبناء.
اما بالنسبة للترميم فإنه جدد ورمم في عام 685 هجري ،في اوائل العهد المملوكي على يد سنجر بن عبد الله وهذا التاريخ موثق من اللوحة او في النقوشات الموجودة في اعلى باب الحمام الداخلي وهي على النحو الاتي:
"جدد وانشىء هذا الحمام المبارك على يد الفقير الى الله الاخ/المغفور له سنجر بن عبد الله المؤيدي حاجب الحجاب بغزة المحروسة أعز الله انصاره في عام 685 هجري"
الية العمل المتبعة التي يتم فيها تشغيل حمام السمرة:
يتم وقوده على الحطب ،وهذا مما يجعله صديق للبيئة ومميز عن غيره من الحمامات والساونات التي ظهرت في الاونة الاخيرة ،وهو الحائز على رضا الملايين من الناس بل وعلى مستوى الشرق الاوسط والعالم وذلك لانه اصل في العلاج،ولانه يعتبر من اقدم الطرق الطبيعية والسهلة والمذهلة في علاج الانسان وبدون استعمال اية سموم كيميائية تضر الانسان ،لذلك فهو نافعا للانسان وصديقا له وله الخير العظيم والسبب الاكيد في المحافظة والوقاية من الامراض.
ان العلاج في حمام السمرة يعتمد بالدرجة الاولى على العلاج بالماء بالاضافة الى وسائل اخرى مثل ،البلاط الناري والحرارة والبخار والمغطس والتدليك والتكييس والتلييف مما يعود الى الاثر المذهل والمنعش والراحة التامة ،على نفسية المتردد على الحمام.
حمام السمرة يفيد الجسم ويساعد على شفاء حالات العقم عند الرجال والنساء.
"ان حمام السمرة هو اخر ما تبقى من الاثار الفلسطينية "واضاف ايضا"انا لو بدي ابيعو راح يجيب الي مليون دولار" وانا افتخر اني صاحب الحمام واني اقدرت احافظ عليه وعلى العادات والتقاليد" وان كل طبقات الشعب محتاجة له.
وشدد على انه يوجد فصل تام بين الرجال والنساء لان الحمام يعتبر احد عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني.وان النساء يوجد لهم موعد خاص بهم لوحدهم ،ويوجد نساء لخدمتهم.
اما بالنسبة للترميم الذي طرأ على الحمام في عهد ابو عبد الله فقال"كلفني ترميم الحمام 40الف دولار في اخر عشر سنوات .
وطالب ابو عبد الله وزارة السياحة والاثار بتقديم الدعم الكامل لهذا الحمام الذي لايوجد غيره في قطاع غزة وللمحافطة عليه كمعلم اثري في فلسطين.
منقول