كيف تصطاد أجهزة المخابرات عملائها

بسم الله الرحمن الرحيم

في موضوعنا هنا نتناول تفصيلا الطرق التي تتبعها أجهزة المخابرات لتجنيد العملاء من أبناء الدول المعادية أو حتى الصديقة ، ونضرب كذلك مثالا لكل طريقة والمصير الذي آل إليه هؤلاء الأشخاص ..

هناك موضوع موجود بالفعل يتناول الطرق التي يتبعها الموساد لاصطياد عملائه ولكننا هنا نتحدث عن أجهزة المخابرات بصفة عامة ؛ وسيلاحظ الأعضاء الكرام الفارق في المحتوى بين الموضوعين وإن كان لن يخلو بالطبع من نقاط مشتركة فالموساد أحد أجهزة المخابرات المؤثرة في العالم ولا يمكن تجاهله بأي حال ..
بداية : ماهي الجاسوسية :

الجاسوسية اصطلاحا هو قيام شخص ما بالعمل في الخفاء أو تحت شعار كاذب ليحصل على معلومات وخاصة العمليات العسكرية لدولة ما بهدف إيصالها للعدو، ويعمل في وقت الحرب والسلم وإن كان النشاط يتضاعف في وقت نشوب الحروب ..

الجاسوس : هو الشخص الذي يقوم بتلك المهمة لكنه في تلك الحالة يتجسس على دولة العدو وليس على دولته ( مثال ذلك رفعت الجمال وإيلي كوهين وغيرهما .. ) ..

العميل : هو الشخص الذي يخون بلاده متجسسا عليها وينقل أسرارها للعدو لأي هدف كان ومثال ذلك كثيرين ( ريتشارد سورج – روبرت هانسن – هبة سليم .. وغيرهم ) ..
الطرق التي تتبعها أجهزة المخابرات لاصطياد العملاء :

1- الجنس .

2- المال .

3- المخدرات .

4- الدين .

5- المبدأ .
6- السلبية .

وسنتناول كل طريقة من الطرق بالتفصيل محاولين التركيز على منطقة الصراع الشرق أوسطية قدر الإمكان .
أولا : الجنس :

هو من أسهل الطرق وأشهرها وأكثرها فعالية ويستخدم مع هؤلاء الذين تنهار مقاومتهم أمام امرأة فاتنة ذات جسد مثير أو الذين يعيشون داخل مجتمعات مغلقة جنسيا كمجتمعاتنا العربية ..

أول من اهتم بهذا الأسلوب في عصرنا الحديث هم السوفييت وأدركوا مدي فعاليته فأنشأوا قسما خاص في جهاز الكي جي بي في بدايات القرن مهمته تدريب الفتيات على مهمات السيطرة على الرجال وإغوائهم ومنحهم ما يريدون بحساب وفق قواعد دقيقة ويجعل الرجل مستعدا للقتل ذاته من أجل الاحتفاظ بهم ..

ومن هنا تدخل المخابرات فيجد العميل نفسه بين خطر فقدان هذه الفاتنة أو هذه المخاطرة البسيطة ( هكذا يوهمونه ) وتكون أول خطوة في طريق الخيانة ..

أشهر اجهزة المخابرات التي استخدمت هذا الأسلوب هو جهاز الموساد .. إذ أن أكثر من 90% من عملياته لا تخرج عن دائرتي النساء والاغتيال ..

والغريب أن اليهودي لا يرى غضاضة في ذلك وهناك من يرى في ذلك أنه خدمة للوطن فنجد تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة المعارضة الحالية تتباهي أن كانت تمارس الجنس أيام عملها في الموساد من أجل اسرائيل ..

والتاريخ اليهودي يذكر لنا قصة استير اليهودية التي أغوت الملك الفارسي واشترطت أنه لن ينل منها شيئا مالم يقتل وزيره وأولاده العشرة الذي كان يكره اليهود ، فوافق الرجل ولازال اليهود يحتفلون بهذا اليوم الذي باعت فيه استير جسدها من أجل الايقاع بين الملك ووزيره وفي هذا العيد تراق الخمور أنهارا وتنتشر الرذيلة ويطلق عليه العرب مطلح ( عيد العربدة ) أو ( عيد المسخرة ) ..

شعب كهذا لايجد غضاضة في أن تعرى نساءه بل ويفتخرون بهذا ينبغي أن نتوقع منه أي شيء ..

في عصرنا الحديث استخدمت النساء في أكثر عمليات المخابرات أشهرها :

- عملية الطيارين العراقيين ( منير روفا – شاكر محمود – حامد ضاحي ) .. حيث حاول الموساد إيقاع الطيارين الثلاثة بجذبهم إلى بيت الذئب ( الولايات المتحدة ) في القصة المعروفة .

- عملية شبكة الشواذ : عندما تمكن الموساد من تجنيد ( جان ليون توماس ) المصري الأرمني الأصل واكتشف الموساد شذوذه بممارسة الجنس مع الأطفال فزجوا في طريقه طفله يهودية هجم عليها وحاول اغتصابها وكانت كاميرات الموساد تلتقط كل شيء ليتم إيقاعه في بئر الخيانة 1958 ويكون شبكة ضخمة تضم مجموعة من الشواذ ومدمني الخمور والنساء وقدم لهم كل ما يريدونه من اطفال أو خمر .. حتى زوجته لم يبخل بها عليهم .. قبل أن يسقط في قبضة المصريين سريعا عام 1961 ليعدم هو وشبكته ..

- عملية ريتشارد سورج : وهو الجاسوس الألماني الذي أبلغ السوفييت بأن اليابانيين لن يدخلوا الحرب مع الألمان على الألمان ضد السوفييت وكان أحد الأشخاص الذين غيروا مسار الحرب كلها فمعلومته هذه – إلى جانب معلوماته السابقة – كانت سببا في سحب 2 مليون جندي من الجبهة الشرقية إلى جبهة الألمان وكانت بداية النهاية للنازية ..
عندما شك اليابانيون فيه ألصقوا به راقصة يابانية تدعي كيتي التي منحها ثقته وأثناء عودته معها تلقي برقية قرأها قبل أن يمزقها ويلقيها من نافذة السيارة وسرعان ما أبلغت الفتاة سادتها الذين ذهبوا لموضع الأوراق وجمعوها كلها وأعاد الخبراء لصقها لتقوده للمشنقة عام 1943 ..

أما المخابرات المصرية فهذه الطريقة مرفوضة تماما وبشكل قاطع .. إذ أنها تتعارض مع كافة بنود الجهاز وكذلك الدستور المصري وقبل كل هذا مع القيم الاسلامية والشرقية فلن يقبل عربي الحصول على معلومة مرت على جسد امرأة .

وتذكر لنا الملفات محاولة أحد الضباط المصريين ( صفوت الشريف ) استخدام هذا السلاح بشكل منفرد لتجنيد بعض موظفي إحدى السفارات الأجنبية بعد تصويرهم مع بعض النساء وتم كشف الأمر فورا وعقدت محاكمة لكل المشاركين نقل على أثرها صفوت الشريف من جهاز المخابرات تماما فيما عرف بـ (عملية الكنترول ) .
2- المال :

وهو أيضا من الوسائل الناجحة ، وهو الأكثر استخداما بعد الجنس .. فمع التطور اليومي للعالم ومع تزايد المتطلبات تزداد حاجة المرء للمال وكلنا هذا الرجل ، لكن هناك من يكافح للوصول للقْمة عيش طاهرة وهناك من يفضل الطريق الأسهل ومن هنا تدخل المخابرات المعادية ، فتعطي للعميل ما يحتاجه وتغرقه في هذا النعيم ، ثم فجأة تقطعه عنه ، وعندها يجن جنونه بعدها فقد كل ملذاته وعاش على الكفاف ويكون مستعدا لفعل أي شيء للعودة للبذخ الذي كان فيه .

وهذه الوسيلة هي الأكثر استخداما بين الموساد وبين المخابرات العربية ، فمع المستوى المعيشي المنخفض للعرب – خاصة المصريين – وسفر الكثير منهم للخارج بحثا عن العمل ولو بصورة غير شرعية تلتقطهم أجهزة المخابرات وتعطيهم ما يحتاجونه من مال قبل أن يعودوا لبلادهم وهنا يبرز قيمة المخابرات المصرية في إحباط أغلب هذه العمليات في مهدها بمراقبتها لكل أصحاب النفوس الضعيفة .

ومن العمليات التي قام بها الموساد مستغلا تلك الوسيلة عملية العميل ( بهجت حمدان ) الذي جنده الموساد في فرنسا عام 1960 وعاد إلى مصر ونجح في تجنيد صهره مهندس التصميم العسكري وحصل منه على عشرات التصاميم للمواقع والمنشآت العسكرية وأعطاها بين يدي اسرائيل والتي أفادتها كثيرا في حرب 67 قبل أن يسقط في يد المخابرات المصرية عام 69 ليعدم هو وشبكته ..

على الجانب الآخر استغلت المخابرات المصرية حالة " الصدمة " التي عاشها يهود اسرائيل الذين أتوا لإسرائيل وهم يحلمون بأرض تفيض لبنا وعسلا فإذا بهم يواجهون واقعا مريرا ودولة تعيش على المعونات وشبح الحرب في كل مكان ودوي القنابل كل لحظة كما أن المستوى المعيشي أقل بكثير مما تركوه في بلادهم ومن هنا دخلت المخابرات المصرية فنجد منهم الجاسوس الذي جنده ( رفعت الجمال ) المعروف في الوثائق بإسم " دان رابينوفيتش " والذي كان يعمل في مركز حساس في الجيش الاسرائيلي والذي لم يكشف مطلقا أو أيا من عملاء الشبكة التي كونها البطل المصري هناك وأفادت هذه المعلومات كثيرا عند الهجوم لتحرير الأرض المغتصبة ..
3- المخدرات :

وهي وسيلة مشهورة أيضا وقد يتجسس صاحبها على بلاده دون أن يدرك من أمر نفسه شيئا فيكفي أن تعطيه جرعة مما يدمنه أو كأسا من الخمر ليعطيك كل ما ترغب دون أي عناء وبتكلفة أقل بكثير من الطرق الأخرى وبمخاطر أقل ..

ونعترف أن هذه الطريقة متغلغلة في بلادنا وإن كانت غير ملحوظة قياسا بالطرق الأخرى فمع السلطة المطلقة للأنظمة العسكرية في بلادنا العربية جعل المخدرات تتسلل لها وانتشرت ظاهرة المخدرات والخمر لكبار المسئولين خاصة العسكريين منهم ( أشخاص معينيين فقط فالشرفاء أيضا موجودون وبكثرة ) وفي هذه الحالة يمكن الحصول على المعلومة من مصدرها مقابل كأس واحد أو جرعة مخدرات ..

الأمر نفسه متغلغل في الغرب وأيضا في اسرائيل ، خاصة مع الحفلات اليومية والأسبوعية لكبار المسئولين التي تراق فيها الخمور والمخدرات ويتحدث الجميع بلا حدود فيسهل للجاسوس حينئذ الحصول على المعلومات ..

من العمليات التي قام بها الموساد مستغلا تلك الطريقة هي العملية المعروفة بإسم ( جاسوس الشمبانيا ) وهو جاسوس ألماني يدعى ( لوتز ) جنده الموساد وسافر إلى مصر وتزعم شبكة كانت إحدى عملياتها تدمير مشروع الصواريخ المصري – الألماني بأن قام بإرسال خطابات مفخخة للعلماء مما أدي لرحيل الكثير منهم ..

كان لوتز من أشهر مستوردي الشمبانيا لمصر وكان يقيم حفلات شبه يومية لكبار المسئولين المدنيين والعسكريين يحصل من خلالها على المعلومات قبل أن يسقط في يد المخابرات المصرية ويحاكم ..

على الجانب الآخر استغلت المخابرات المصرية ذلك الأمر فكان عملائها يحضرون تلك الحفلات التي تقام في قصور كبار الشخصيات الاسرائيلية لتنقل فيض من المعلومات ومن أهم العمليات عملية ضابط سلاح الطيران الاسرائيلي والذي كان مدمنا للخمور ولم يحتج رفعت الجمال لأكثر من بضعة كؤوس ليحصل منه على ما يشاء من معلومات منها الخلطة السرية التي استخدمتها اسرائيل في مطاراتها والتي أخبرت مصر أنها بصدد شراء طائرات جديدة من فرنسا تحديدا وعندما أذاع عبد الناصر الخبر في خطابه كان أكبر صفعة لجهاز الموساد كله الذي كان يضع الأمر في خانة " سري للغاية " .

4- الدين :

وهو من الوسائل التي تستخدم وإن كانت ليست بنفس درجة الوسائل السابقة وهو أن تستغل أجهزة المخابرات كون العميل يعيش ضمن أقلية دينية في دولة أجنبية في حين يتبع في ديانته تلك الدولة ، وهذا فقط في الدول القائمة على أساس ديني ( في عصرنا الحالي لا يوجد سوي اسرائيل وإيران ) ..

تستغل اسرائيل حالة الشتات التي يعيشها اليهود في كل انحاء العالم فتقوم بتجنيدهم وتظل تعزف للعميل على وتيرة الأرض الموعودة والدين والجهاد و..و..و.. وتهون الأمر في أنه يساعد على خدمة بلاده في الغرب والذي من مصلحته رقي اسرائيل ..

من هنا يجد العميل نفسه خائنا لبلاده بعد أن استغل الموساد أضعف ما في الانسان " عقيدته " مقابل الوصول لمعلومة وهذا يبرر مدي استهانتهم بكل الأعراف حتى بدينهم التي قامت عليه دولتهم الهشة ..

من أشهر تلك العمليات عملية الجاسوس الأمريكي جوناثان بولارد الذي جنده الموساد لمدة عام ونصف كضابط في البحرية وتمكن من نقل آلاف الوثائق الأمريكية للموساد قبل أن يلقى القبض عليه ويحاكم والآن يرقد ذليلا في السجون الأمريكية محكوما عليه بالسجن مدى الحياة بعد أن تخلت عنه دولته وتبخرت وعودهم له بإنقاذه ..

عملية أخرى من نفس الفئة عندما جند الموساد الضابط السابق في قسم أبحات وتطوير وهندسة التسلح بالجيش الأمريكي ( بن عامي كاديش ) طوال فترة الثمانينات قبل أن يلقى القبض عليه ويحاكم ويزج به إلى السجون ..

هذه العمليات تبين كيف أن اليهودي قد يسحق كل ما يعترض طريقه حتى دينه وحتى أكبر حلفاؤه ( أمريكا ) ..

أما بالنسبة لإيران فهي تستغل أنها المركز الرئيسي للشيعة في العالم فتستغل وجودهم في جميع الدول ضمن مسلمي العالم وقد لا يبدو هذا واضحا قياسا بإسرائيل لكنه يبدو جليا في دولنا العربية حيث تجند عشرات الشباب المسلم بزعم الاسلام والجهاد وهو ما ظهر جليا في أزمة المعبر أيام حرب غزة " ديسمبر 2008 " عندما رفضت مصر فتح المعبر أمام الفلسطينيين كيلا يتدفقوا داخل سيناء ويتم تفريغ غزة من أهلها وتموت القضية ( كما حدث مع نزوح 70 % من الفلسطينيين في حرب 48 وضياع أغلب الأرض الفلسطينية ) الأمر الذي تعارض مع مصالح إيران في أن تهدأ الأمور بالنسبة لمصر فتحرك أعوانها تتزعمها الأحزاب الشيعية في عالمنا العربي وملايين الشباب المتحمس فرأينا ما رأينا في قطر والشام ..
5- المبدأ :

وهو أن يؤمن المرء بمبدأ نظام آخر غير نظام دولته ؛ فيتحمس له ويدافع عنه ويكون مستعدا لنعزيزه حتى ولو على حساب وطنه دون أن يدري ، وهذا الأمر قد يكون ناتجا من أساليب الحرب النفسية فتجد الدول العدوة تشيع في كل مكان عن قوتها واحكام نظامها وبسالة جيشها الأمر الذي يجعل العدو قبل الصديق ينبهر بها ..

ومثال ذلك في عالمنا العربي قصة العميلة الشهيرة " هبة سليم " التي استجابت سريعا للحرب النفسية الصهيونية أعقاب حرب 67 ونبذت النظام الناصري والعربي أجمع وكانت في كل مكان تنادي بكراهية العرب وتخلفهم ووحشيتهم ورفضهم للسلام مع اسرائيل فتلقفتها أيدي العدو وساعدتهم متحمسة وهي تتوهم أنها تساعد رسول السلام في الشرق الأوسط والذي تمكن خلال 15 عاما فقط من إنشاء دولة وهزيمة 4 جيوش كاملة وفرض رأيه على العالم اجمع ولكن كل هذا انهار مع القيود وهي تحيط معصميها بعد أن سقطت في يد المخابرات المصرية وتجاهلها الاسرائيليون تماما كأن لم تكن وأدركت حقيقتهم ولكن متأخرا جدا ..

أما على المستوى العالمي فهناك قصة العميل البريطاني الأشهر ( كيم فيلبي ) والذي كان يؤمن بالشيوعية إيمانا تاما فجندته المخابرات السوفيتية وتمكنت من إخفاء ماضيه الشيوعي وبشيء من الوساطة تمكن من العمل في المخابرات البريطانية وظل يتدرج في المناصب حتى صار نائبا لرئيس جهاز المخابرات البريطاني ورئيس لفرع الجاسوسية المضادة للجبهة السوفيتية ( أي أن من يحارب السوفييت كان عميلا للسوفييت ) وكان مرشحا كي يكون رئيسا له ، إلا أنه – وفي أعقاب عملية في بيروت – تم كشف أمره فهرب إلى موسكو متوقعا منهم استقبال الأبطال ووسام لينين إلا أن كل هذا كان سرابا وقضى حياته كمّا مهملا وأعطاه السوفييت الوسام فعلا ، ولكن على قبره بعد وفاته ..

ونجد أن أخطر أنواع التجنيد هي هذه المرحلة ففيها يكون الجاسوس متحمسا جدا ولا يشعر أنه يخون بلاده بل يشعر كأنه من أباطرة السلام أوممن يصنعون التاريخ وهذا يضاعف من كم الخسائر التي تتعرض لها الدولة ..

أما في عالم اليوم فنجد الانبهار نفسه بإيران ، فكل من يقول لا للولايات المتحدة يصبح بطلا حتى لو كان عدونا ، فنرى رجل الشارع العادي متيما بها وبقوتها و...و...و... وكل هذا في الهواء

6 – السلبية :

وهذا النوع يتشابه مع سابقه في الحماس والخطر وهو أن يشعر المرء بأنه منبوذ من الجميع أو أن المجتمع أجمع غير صالح شأنه شأن الارهابيين والمخربيين فيسعى جاهدا لتغيير هذا حتى لو بالقتل والتدمير بل والخيانة ( لاحظ التشابه بينه وبين الفكر الارهابي ) ..

وهنا تتلقفه المخابرات المعادية وتغذي فيه تلك الأفكار وتعيد له احساسه بذاته فيكون له مخلصا متحمسا مستعدا لبذل روحه ذاتها من أجلهم ..

ومثال هذا في الصراع العربي الاسرائيلي عملية " إستير " وهي يهودية شرقية من طائفة السفرديم هاجرت الي اسرائيل إلا أنها كغيرها صدمت من تجاهل المجتمع لها تماما وأن كل السلطات في يد اليهود الغربيين فتحول الأمر لكراهية عميقة لهم فتلقفتها أيدي المصريين الذين – عن طريق صلاتهم في المجتمع الاسلائيلي – نقلوها من المستعمرات الزراعية الي المدن المتحضرة ثم ألحقت بالجيش ومنه إلى سلاح الطيران قبل أن تصبح سكرتيرة للمعلومات في سلاح الطيران الاسرائيلي تمر من تحت أيديها كافة المعلومات عن ذلك السلاح والذي يذهب بدوره لمصر .

وعلى الصعيد العالمي هناك قصة العميل الأمريكي ( روبرت هانسن ) الذي كان يعمل في قسم المعلومات في جهاز F.B.I ثم جهاز C.I.A وكموظف أرشيفي عاني من تجاهل الكل له باعتباره لا يعدو موظفا عاديا الأمر الذي تحول لنقمة تامة لكل ما حوله فاتصل بالسوفييت الذين فهموا المعادلة سريعا فجندوه لحسابهم وأغرقوا رسائلهم له بعبارات الشكر والمديح والإطراء الأمر الذي كان يزيد حماسه مع شعوره بالأهمية فنقل لهم عشرات الآلاف من الوثائق طوال 25 عاما هي مدة عمله مع السوفييت لم يحصل خلالها سوى على الفتات قبل أن يلقى القبض عليه ويلقى إلى مصيره المحتوم
إلى هنا انتهي موضوعنا الخاص بطرق اصطياد العملاء التي تتبعها أجهزة المخابرات .. أتمنى أن أكون قد أفدتكم ..

اخى أبوباسل

لك كل الشكر والتحية على هذه المعلومات القيمة والمشاركة المتميزة
يعطيك العافية على المجهود

تقبل ودى قبل ردى

تحياااتى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا لكي اخيتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

دومتي بعز

» على كرسي الشبح في سجن المخابرات آمال وتخيلات وأمنيات يبددها بربيش أبو فتحي !
» أجهزة السلطة الأمنية الذليلة أمام يهود تتطاول على شرفاء الأمة

كيف تصطاد أجهزة المخابرات عملائها

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.