إذا هجرك الأحباب وتفرق من حولك
الأصحاب وزاد هجير الأيام ، وتاهت بك الدروب ،وغدرت بك
الأيام، فلا تيأس ولاتبتإس بما يفعله بك
الإنسان ، واعلم أن الحياة سجال : ضحك وبكاء ، شدة فرخاء ..
وإذا ضاقت بك الدنيا رغم سعتها ورأيت الكون يضيق في
وجهك فلا تبكين على ما فات ، وقابل
قسوة الحياة بصلابة ، واشحذ همتك ،
وامض في الحياة وردد أنشودة الحياة ...!
وإذا اكفهرت في وجهك الحياة وأوصد الأحباب أبوابهم في
وجهك فلا تلومنهم وابحث لهم عن ألف
عذر وعذر،فقد يكون القلب أصفى من الصفاء وأنقى من النقاء
وأطهر من الطهر ولكنها الحياة ...!
إذا عبست في وجهك السنون وغنت على أشلائك الطيور ،
وزادت عندك لوعة الألم ،وضاق الفؤاد
بما حمل، فأطلق العنان لمقلتيك ، وأرسل الدمع مدرارا
واغسل روحك من جراح الماضي ودعها
تهيم وتهيم وتهيم ...!
إذا تورمت قدماك وشحت عيناك وقلت حيلتك فاطرق بابا
لايرد طارقه ، مد يديك الى السماء ،
وتشبث بتلابيب رب السماء ، وناد من لايسهى ولاينام ،
ناد من ناداه صاحب الحوت وهو وحيد في
ظلمات ثلاث (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )
ناده وابك على بابه فهو أرحم بعبده من غيره ،
ما أعظمك ربي وما
أكرمك ، ناديتك فاسمعني ،
وطرقت بابك فأجبني ،
فهلا رحمتني ربي وغفرت لي !!!!