بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
( حــقـيــقــة الســــراب )
ها هم غارقون في أُمهات الزبد .. يلتهمون كل مذموم.. يسترسلون في نتوءات الفراغ .. موغلون الآن
في هذه اللحظات .. في سراب الترف.. يحدقون في أعماق مُقلِهم .. ولكن لا هداية للجوهر البراق.. ,,
يستأنسون بذوات أنفسهم.. وحجتهم داحضة لكل مقدس.. يسترقون النظر إلى النور المنبعث في
جوف صخر أصم .. فيهابون من الجزية .. بل يهابون من وحوش أكنانهم ومن نداءات الثكلى .. المخبوء في خلدهم
في زمن الضياع .. أن تنتفض معلنة عن أسر كل ما هو مدنس .. حتى الفؤاد ...,,,
نعم حتى الفؤاد .. فهو الذي يمثل الحلقة الأدق في عوالم النفس .. والغشاء الرقراق في فضاء الروح .. ,,
والسيف الساطع في حمو الوطيس.. وأي وطيس هذا الذي يحتدم بين العقل والفطرة .. وهناك>>
النفس .. والشهوة .. والشيطان .. ,,,
ها هم قد جاءوا يطلبون الدية .. لأن أحدنا " أشاروا إليه ببنان الوقاحة " نعى نشوتهم على المخبر المرئي
بتقليدية مقيتة .. وآخر كفن نفسه بدلاً عنهم إلى مقابر البؤس الأبدي .. ,,, ( أستطرد )
زمن اللاحب.. وأي حب يسكن هذا العالم البهي بحلله الأفيونية .. زمن اللاوعي .. وأي وعي غبي خاطر بنفسه
في هذا الهجير الملتهب .. زمن اللافطرة .. وأي فطرة هذه التي نعت نفسها منذ أمد بعيد .. تجرؤ على البروز
على سطح مكبات الذهب الحضاري .. زمن اللاتقدمية .. وأي رجعية هذه التي كشرت عن أنيابها .. تقطر النبيذ
المفضل .. في سوق الجِيف البخسة ... ,,
وآخر تبرع بحبره في سوق نخاسة أيضا مثقلا .. والأدهى أنه لا يدري أنه لا يدري.. هكذا المغفلون إذن
يموتون في غير أوانهم .. ويأتون في ساعة النوم الطويل .. كي يُطفئوا الأنوار ويُنكسوا الرايات الضعيفة
فهل خدعنا الزمن .. أم أن الزمن خدعنا .. الإجابة كامنة في صدر كل إنسان.. بقي إنسان .. ولم ينس أنه
إنسان .. وهذه رسالة إنسان يدعو الله أن لا يكون قد خانه النسيان .. فيصبح منسي.. ويضحى تائهاً
في عالم اللإنسان .. أو ثَمل في عالم النسيان .. ,,, .
**********
(( إن كلماتنا ستبقى ميتة ..أعراس من الشموع لا حراك فيها جامدة .. حتى إذا متنا من أجلها قامت حية .. ,
وعاشت بين الأحياء .. كل كلمة عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسان حي ..,, ))
إنه الضمير.. يجلد الذات في كل حين .. أو يوقظها بعد حين .... ,,,