أختي الغالية :الزهراء
حياك ربي ورعاك
وجزاك خيرا على هذه الموعظة وهذه الكلمات
واسمحي لي بهذه الاضافة
على الداعية أن يكون ليَّنا في الخطاب ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم
لين الكلام بشوش الوجه ، وكان صلى الله عليه وسلم متواضعاً محبباً إلى الكبير والصغير ، يقف مع
العجوز ويقضي غرضه ، ويأخذ الطفل ويحمله ، ويذهب إلى المريض ويعوده ، ويقف مع الفقير ، ويتحمل
جفاء الأعرابي ، ويرحب بالضيف ، وكان إذا صافح شخصاً لا يخلع يده من يده حتى يكون الذي يصافحه
هو الذي يخلع ، وكان إذا وقف مع شخص لا يعطيه ظهر حتى ينتهي من حديثه ، وكان دائم البسمة في
وجوه أصحابه صلى الله عليه وسلم لا يقابل أحداً بسوء ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران ..
فإذا فعل الإنسان ذلك كان أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة !
ويرسل الله موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون أطغى الطواغيت ، ويأمرهما باللين معه فيقول :
(( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )) طه.
فالقول ألين سحر حلال ، قيل لبعض أهل العلم : ما هو السحر الحلال ؟ قال : (( تبسمك في وجوه
الرجال )) . وقال أحدهم يصف الدعاة الأخيار من أمة محمد صلى الله عليه وسلم : (( حنينون ، لينون ،
أيسار بني يسر ، تقول لقيت سيدهم مثل النجوم التي يسري بها الساري ))!
•
فأدعو الدعاة إلى لين الخطاب ، وألا يُظهروا للناس التَّزمُت ولا الغضب ، ولا الفظاظة في الأقوال
والأفعال ، ولا يأخذوا الناس أخذ الجبابرة ، فإنهم حكماء معلمون أتوا رحمة للناس ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ
رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )) الأنبياء .
فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة ، وأتباعه رحمة ، وتلاميذه رحمة ، والدعاة إلى منهج الله رحمة
أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق والسهولة في جميع التعاملات مهما صغرت
ومهما كان المتعامل معه ,
تحكي عائشة زوجته رضي الله عنها موقفا مع بعض خصومه فتقول
" دخل رهط من اليهودعلى النبي محمد
فقالوا: السام عليكم ( يعني الموت عليكم ) قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مهلاً يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله )
ولما دخل أعرابي المسجد وبال فيه , قام الصحابة إليه ليمنعوه، فمنعهم النبي الأكرم صلى الله عليه
وسلموقال: لاتعجلوا عليه ، حتى إذا أنهى بوله وقام ليذهب، دعاه وقال: ( إن هذه المساجدلم تبن
لهذا وإنما بنيت للصلاة والذكر والتسبيح )
فعلى المسلم الحق أن يتصف باللين والرفق وأن يكون الرسول قدوة له بكل أفعاله